مازن وشام

بالنسبة للأطفال اللاجئين السوريين المقيمين في الأردن، مثل الأطفال في جميع أنحاء العالم، فقد أثّرت جائحة كورونا سلباً في حياتهم. ومع ذلك، فقد ترك العنف والحرب بالنسبة لهم أثراً مدوّياً على حياتهم.
ويقول مازن البالغ من العمر 14 عاماً، والذي فرّ من سوريا مع عائلته ويقيم حالياً في مخيم الزعتري للاجئين: “لقد حولت جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) هذا العالم إلى حالة اضطّراب. لكن تأثير الحرب في سوريا كان أسوأ بكثير، حيث أدى إلى تآكل حياتنا وفصلنا عن أحبائنا وبلدنا الحبيب. وتابع مازن مشيراً إلى منزل صغير مصنوع من الحديد المموّج: “نحن آمنون هنا، لكن ليس هذا ما كنتُ أحلم به”.
شام، 14 عاماً، لاجئة أخرى في سن المراهقة تقيم في مخيم الزعتري. في عام 2013، عندما كانت في السادسة من عمرها، هربت مع عائلتها من العنف الذي اندلع في مسقط رأسهم في درعا السورية، بحثاً عن ملجأ في الأردن. وتتذكر شام عندما تحدّثت عن تعليمها قبل التحاقها ببرنامج مكاني: “عندما غادرنا سوريا، كنتُ في الصف الأول. لم أذهب إلى المدرسة إلا لبضعة أيام فقط عندما قرر والدي إحضارنا إلى هنا”.

في المخيم، يبحث المراهقون مثل مازن وشام باستمرار عن فرص لتحسين حياتهم. وقد سجّل كلاهما في مراكز مكاني التي تدعمها اليونيسف في مخيم الزعتري. توفّر هذه المراكز للشباب فرصاً تعليمية وفرص لبناء المهارات وأنشطة رياضية وترفيهية، تدعمهم في الوصول إلى إمكاناتهم الكاملة. ويقول مازن: “أنا سعيد جداً لأنهم أعادوا فتح المركز. في المركز، أقوم أيضاً بتقوية لغتي العربية والإنجليزية والرياضيات، وأتعلم كيفية استخدام الكمبيوتر”.
وتابع مازن القول مبتسماً: “خلال جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19)، ساعدني جهاز الكمبيوتر اللوحي وحزمة الإنترنت على مواصلة دراستي عبر الإنترنت. وإلا لما تمكنتُ من إدارة دراستي”.
تقوم شام أيضاً بحضور دروس اللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات، بالإضافة إلى الكمبيوتر والفنون والرياضة. ساعدها الجهاز اللوحي الذي حصلت عليه على مواصلة دراستها عبر الإنترنت وساهم في حصولها على درجات عالية في الفصل. أحلام شام وطموحاتها لا حصر لها. وتعبّر عنها قائلة: “أريد أن أصبح محامية في مجال حقوق الطفل للدفاع عن حقوق الطفل ووضع حد لبؤس الأطفال”. ولديها أيضاً شغف بكرة القدم: “أريد أن أصبح لاعبة كرة قدم مشهورة مثل رونالدو والانضمام إلى نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم”. لدى مازن أيضاً إيمان قوي بقوة التعليم:

“من خلال التعليم، يمكننا تغيير العالم. نحن بحاجة إلى تحويل هذا العالم إلى مكان أفضل للأجيال القادمة”.
بفضل الدعم السخي من صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين، تستمر اليونيسف في توفير الدعم التعليمي للأطفال الأكثر تهميشاً في الأردن، لأجل التعلّم والنُّمو من خلال برنامج مكاني.