عهد أبو حسن
لطالما واجهت الطالبة في الصف الحادي عشر في مدرسة الخنساء في مادبا، عهد أبو حسن، صعوبة في اللغة الإنجليزية. فعلى الرغم من تفوّقها في مواد دراسية أخرى، كانت اللغة الإنجليزية تبدو أمراً شاقاً بالغ الصعوبة وصعبة الفهم. كانت في أعماق نفسها تتوق إلى التحدث باللغة بطلاقة وثقة، لكن خوفها من ارتكاب الأخطاء كان يمنعها من المحاولة. وقبل أن تتلقّى الدعم، كانت اللغة الإنجليزية من أقل المواد تفضيلاً لديها، وكثيراً ما كانت تتردّد في المشاركة في الصف.
تم تصميم نادي اللغة الإنجليزية التعويضي في مدرسة الخنساء لتوفير بيئة داعمة وغير مُتحيزة للطلاب، مثل عهد، لممارسة مهاراتهم في اللغة الإنجليزية وتحسينها. ومن خلال التمارين والأنشطة التفاعلية والتشجيع المستمر من المعلمين الملتزمين، ساعد النادي الطلاب على بناء ثقتهم بأنفسهم وتطوير كفاءتهم اللغوية.
كان أكبر تحدٍّ واجهته عهد هو خوفها من التحدث باللغة الإنجليزية. فبسبب ضعف ثقتها بقدرتها على التواصل، كانت تتجنّب مناقشات الصف، وتشعر بعدم الارتياح عند التدرّب أمام الآخرين. أعاق هذا الخوف تقدُّمها، وقيّد نموها الأكاديمي والشخصي.

ومع دعم من صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين ونادي اللغة الإنجليزية التعويضي بالمدرسة، بدأت عهد تتلقّى التوجيه الذي كانت تحتاجه للتغلّب على مخاوفها. كان النادي يقدّم فرصاً تعليمية منظمة، وجلسات محادثة تفاعلية، وتمارين تمثيل الأدوار، والتي عزّزت ثقتها بنفسها ومهاراتها اللغوية تدريجياً.
كانت عهد تحضر جلسات الدعم بانتظام، وتشارك في تمثيل الأدوار والمناقشات والتمارين التفاعلية التي حسّنت مهاراتها في التحدُّث والاستماع والمفردات. ومع تلاشي تردُّدها، أصبحت أكثر ثقة وبدأت تتقبّل مواجهة تحديات جديدة، مثل تقديم العروض التقديمية القصيرة في الصف. لقد أحدث النادي تحوّلاً في ثقتها بنفسها وبمهاراتها في التواصل، وأثار شغفها بمهارة الخطابة والتحدُّث أمام الجمهور، وعزّز علاقاتها مع زملائها، وشجّعها على المشاركة الفعّالة في الأنشطة المدرسية. لم يقتصر تحسُّن اللغة الإنجليزية لدى عهد على تعزيز أدائها الأكاديمي فحسب، بل عزّز أيضاً قدراتها القيادية.
كانت لحظة فارقة في مسيرة عهد عندما تطوّعت لتقديم التجمُّع الصباحي للمدرسة باللغة الإنجليزية، أمرٌ يعكس تطوُّرها الملحوظ في طلاقتها وثقتها بنفسها. ألهم هذا التحوّل لديها طلاباً آخرين للتغلُّب على تحديات مماثلة، مما ساهم في زيادة مشاركتهم في نوادي اللغة الإنجليزية التعويضية، وزيادة ملحوظة في ثقتهم باللغة. وتقول عهد بهذا الشأن: “كنت أخشى التحدُّث باللغة الإنجليزية، لكنني الآن أحب التعبير عن نفسي بها. لقد ساعدني الدعم الذي تلقيته على الإيمان بنفسي، والآن أريد أن ألهم الآخرين ليقوموا بالمثل”. – عهد أبو حسن
Recent Comments