مؤسسة عبد العزيز الغرير تطلق صندوق تعليم اللاجئين في ظل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

يركّز الصندوق على اللاجئين الذين يعيشون في المخيّمات المكتظة والمجتمعات المضيفة الحاشدة حيث فرصة الوصول إلى التعليم عن بعد ليست متاحة حتى الساعة.

وفي 30 أبريل، أطلق معالي عبد العزيز الغرير، رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم، صندوق الطوارئ للتعلم عن بعد في ظل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وكجزء من صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين، يهتم الصندوق بشكل خاص بإيجاد حلول للفجوات والتحديات التي تعترض أكثر اللاجئين والشباب تهميشاً والمجتمعات المضيفة في الأردن ولبنان، وهما بين أكثر 10 دول استقبالاً للاجئين في العالم. 

يركّز الصندوق بشكل خاص على اللاجئين الذين يعيشون في المخيّمات المكتظة والمجتمعات المضيفة الحاشدة حيث فرصة الوصول إلى التعليم عن بعد ليست متاحة حتى الساعة. ويهدف إلى مساعدة 6,000 طفل وشاب حرصاً منه على استكمال تعليمهم في ظل الأزمة الحالية. وبالنسبة إلى هذه المجتمعات، لا يُعد التعليم المنزلي من الخيارات المتاحة بسبب تحديات من هذا النوع. 

ويهدف صندوق الطوارئ إلى مساعدة الجمعيات في نقل برامجها التعليمية إلى وسائل على الانترنت أو على التلفزيون؛ ويشمل ذلك الحواجز اللوجستية على غرار افتقار الوصول إلى الانترنت والتكنولوجيا، وسيتم تخطي ذلك عبر توفير الانترنت والحواسيب المحمولة والأجهزة اللوحية، إلى جانب تأمين الدعم التقني لصناعة المحتوى الرقمي. هذا وسيؤمن الصندوق الوصول إلى طرائق ابتكارية في التعليم، مثل استعمال منصات تعليمية متوفرة بلغتين ودعم التعلم عن بعد. 

وعن أهمية التعلم عن بعد وتأسيس الصندوق لدعم تعليم اللاجئين، يقول معالي عبد العزيز الغرير، رئيس مجلس إدارة مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم: «أصبح التعلم عن بعد العُرف الجديد الذي يؤمن استمرارية التعليم لملايين الطلاب حول العالم، ولا يخفى على أحد أن الكثير من المجتمعات المضيفة للاجئين غير قادرة على توفير طريقة التعليم هذه. لقد تلقى تعليم اللاجئين ضربة قاسية بسبب الجائحة، ونهدف من خلال إطلاق صندوق الطوارئ للتعلم عن بعد في ظل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إلى التعاون عن كثب مع المانحين والشركاء من أجل التوصّل إلى حلول مبتكرة لتلبية الاحتياجات الملحّة للاجئين والطلاب المهمشين». 

وسلّطت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي شريك استراتيجي لصندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين، على أهمية تقديم المزيد من الدعم لتعليم اللاجئين خلال هذه الأزمة. 

وعن هذا الوضع، صرّح خالد خليفة مستشار المفوض السامي للتمويل الإسلامي وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي، قائلاً: «يمر العالم اليوم بمحنة صعبة جداً، فانتشار فيروس كورونا المستجد يعرقل حياة ملايين اللاجئين ويحول دون متابعتهم تعليمهم. وبفضل الشراكة الاستراتيجية بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبين صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين، سيحصل اللاجئون في الأردن ولبنان على الأدوات اللازمة التي يفتقرون إليها، لينضموا إلى أقرانهم في التعلم عن بعد من دون أن يعرّضوا أنفسهم للعدوى.» 

تأسست مؤسسة عبد الله الغرير للتعليم عام 2015، وتدعم تأمين فرص التعليم ذات الجودة العالية للشباب الإماراتي والعربي في المنطقة. 

Read more

معالي عبد العزيز الغرير يحضر اجتماعاً للبحث في طرق تعزيز الاستجابة الدولية لأزمة تعليم اللاجئين

(مكتب جلالة الملكة – المكتب الإعلامي – عمان) – في 9 سبتمبر 2019، اجتمع أبرز القيمين المعنيين من مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية ومن منظمة إنقاذ الطفل العالمية ومن معمل عبد اللطيف جميل العالمي للتعليم بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في مؤتمر رفيع المستوى في عمان للبحث في إحدى المسائل الدقيقة التي تأتّت عن أزمة اللاجئين العالمية. 

تحت رعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله، جمعت طاولة اللقاء عدداً من المعطائين ورجال الأعمال الرائدين والمؤسسات الواهبة وجمعيات التنمية الدولية والإقليمية، وترأسها حسن جميل، رئيس معمل عبداللطيف جميل العالمي للتعليم وكيفن واتكينز، الرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفل البريطانية. 

وجاء الاجتماع في أعقاب الطاولة المستديرة الرفيعة المستوى التي انعقدت على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في يناير من العام 2019 بحضور الملكة رانيا، ومشاركة حسن جميل رئيس معمل عبداللطيف جميل العالمي للتعليم والرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفل العالمية هيلي ثورنينج شميدت، ورئيس الوزراء الدنماركي السابق، وذلك في إطار التحضير للمنتدى العالمي للاجئين الذي نظمته مفوضية شؤون اللاجئين في جنيف بعد ذلك في شهر ديسبمر. 

وفي خضم حديثه، أكد حسن جميل رئيس معمل عبداللطيف جميل العالمي للتعليم على أهمية التعليم، مضيفاً: «من خلال دعم رفاه المعلمين وتحسين الممارسات النوعية في مجال التدريس وتعليم الطلبة، نتيح إحداث تحول في حياة الأطفال المعرضين لخطر الحرمان من التعليم». 

وقال كيفن واتكينز، الرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفل البريطانية: «تحتفل المنظمة هذا العام بمرور مئة عام على مسيرتها في الميدان الإنساني والتنموي، ويسعدنا المشاركة إلى جانب المنظمات الخيرية العالمية المرموقة في بحث موضوع تعليم اللاجئين. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن عدد الأطفال اللاجئين في العالم يبلغ 25 مليوناً اليوم، ولو أن هؤلاء الأطفال كانوا ينتمون إلى بلد واحد، لسجّل هذا البلد أسوأ المؤشرات التعليمية. دعونا لا ننسى أنّ 4 ملايين طفل لاجئ حول العالم هم في سن الدراسة، ومن المؤسف أن أكثر من نصفهم اضطر للتوقف عن الدراسة. هؤلاء الأطفال محرومون من فرصة الحلم بمستقبل واعد والأمل بغد أفضل، ولعل في ذلك أعظم تحدّ أخلاقي يواجه جيلنا، أما غضّ الطرف عنه فليس وارداً أبداً.» 

ومن أبرز الحضور المشارك في هذا الاجتماع، نذكر ممثلين عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومؤسسة الغرير للتعليم ومقرها الإمارات العربية المتحدة، ومؤسسة الوليد الخيرية بالمملكة العربية السعودية، والبنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، والبنك الإسلامي للتنمية، ومؤسسة ليجو، وشميدت فيوتشرز، والبنك الدولي. 

غني عن القول إن تاريخ الأردن حافل باستقبال اللاجئين ودعمهم، وأصبح بلداً رائداً في إيجاد حلول مبتكرة لتقديم المساعدة التنموية والإنسانية. وتساهم مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية في دعم هذه الجهود عبر توفير عدد من الحلول التكنولوجية الخاصة بتحديات التنمية، بما في ذلك منصة إدراك الإلكترونية للتعليم عن بعد. 

بعدما أطلقت جلالة الملكة رانيا منصة إدراك المخصصة لتعليم البالغين، تعاونت إدراك مع موقع جوجل ومع مؤسسة «جاك ما» بهدف إطلاق منصة مخصصة لصفوف الحضانة وحتى الصف الثاني عشر، من أجل تزويد الأطفال والبالغين بالتعليم العالي الجودة باللغة العربية، وليحصل عليه اللاجئون وغيرهم مجاناً عبر المنطقة. 

نذكر أيضاً برنامج تحويل تعليم اللاجئين إلى التميز الذي تلقى دعماً مالياً ضخماً من مؤسسة دبي العطاء التي تبرّعت بمبلغ 1.5 مليون دولار أمريكي. 

برنامج تحويل تعليم اللاجئين إلى التميز هو عبارة عن مبادرة أطلقتها منظمة إنقاذ الطفل ومعمل عبد اللطيف جميل العالمي للتعليم بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ويتم العمل به في الأردن بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع معمل عبداللطيف جميل العالمي للتعليم ومؤسسة دبي العطاء. يهدف هذا البرنامج إلى تزويد المعلمين في الأردن، على مدى 5 سنوات، بالمهارات اللازمة لتقديم التعليم بشكل فعال ولمساعدة الطلاب الذين يعانون من الصدمات في تخطي التحديات والصعوبات. 

أسست جلالة الملكة رانيا مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية عام 2013 بهدف تحسين نتائج التعليم في الأردن والمنطقة، مع تركيز الجهود على مجموعة من المجالات المتداخلة، بما في ذلك تنمية ورعاية الطفولة المبكرة والابتكار في التعليم وتدريب المعلمين. وتجري المؤسسة الأبحاث في مجال التعليم وتدعم صانعي السياسات في تطوير البرامج التعليمية. 

تأسس معمل عبداللطيف جميل العالمي للتعليم عام 2003 امتداداً لإرث الراحل عبداللطيف جميل الذي قدم الدعم والمساندة للفئات المحرومة في مجتمعه بهدف منحهم معيشة أفضل. يتولى معمل عبداللطيف جميل العالمي للتعليم إدارة برامجه في شتى أنحاء العالم، بالتعاون مع مؤسسات عالمية عريقة وغيرها من المؤسسات الحديثة. 

Read more

لماذا يجب أن يكون تعليم اللاجئين أولوية خلال أزمة كوفيد-19؟

جاء اكتمال القمر في الأسبوع الماضي ليذكّرنا بأن أياماً قليلة تفصلنا عن منتصف شهر رمضان الكريم، وهو الشهر الفضيل الذي تجتمع فيه العائلة والأصدقاء حول مائدة الإفطار بعد الصيام. لكنّ رمضان هذا العام لم يعد ككل عام، فقد حلّ علينا في ظل جائحة تتخطى كونها أزمة صحية عامة، لتصبح أزمة تلقي بثقلها وأوزارها على كل قطاع، بما في ذلك قطاع التعليم. يقدر عدد اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط بحوالي 10 ملايين لاجئ، يعيش معظمهم تحت خط الفقر، وتكاد لا تتوفر لهم المرافق الصحية الأساسية والرعاية الصحية والتعليم. وتجد العائلات اللاجئة نفسها مجبرة على التخلي عن آمالها بتأمين التعليم لأطفالها والتركيز على سبل للبحث عن لقمة العيش حتى انقضاء هذه الأزمة بأمان. وفي ظل هذه الأجواء الرمضانية التي تقوم على عمل الخير حتى في أصعب الأوقات، لا يسعنا سوى أن نحمد الله على النعم التي أغدق علينا بها لكي نتمكّن من مساعدة هذه العائلات. 

في الواقع، يشكّل الأطفال حوالي نصف أعداد اللاجئين ويحلمون بارتياد المدرسة وبتوفير فرص لهم للحصول على التعليم، لكن وللأسف، في بعض دول منطقة الشرق الأوسط، يتخرّج أقل من 5% من اللاجئين من المرحلة الثانوية. هذه كانت الحقيقة المرّة قبل أن يستفحل فيروس كورونا المستجد ويشتد أزره في المنطقة، وفي حال غياب الاهتمام الجدي بهذا الموضوع، ستقضي هذه الجائحة على بصيص الأمل الذي كان قد بدأ يضيء عتمة هذه الحقبة ومعه على النية الحسنة التي برزت في الأشخاص الذين تفانوا في سبيل توفير التعليم ذي الجودة العالية لهم جميعاً. 

ومنذ إطلاق صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين عام 2018، استطاع الصندوق تقديم الدعم لأكثر من 17,500 شاب في كل من الأردن ولبنان ودولة الإمارات العربية المتحدة، ليتمكّنوا من الوصول إلى مرحلة الدراسة الثانوية وما بعدها والتخرّج منهما بنجاح، لكنّ الجائحة دفعت بفرص التعليم إلى الفضاء الافتراضي، لدرجة أن التعليم صار اليوم بعيداً للغاية عن متناول أكثر اللاجئين تهميشاً في هذه الأزمة. وبالنسبة للشركاء والمستفيدين من صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين، تشكّل الحواجز العملية واللوجستية أصعب التحديات التي يتعين على اللاجئين تجاوزها، ففقدان المدخول العائلي، وتراجع المساعدات الخيرية، والافتقار إلى الأجهزة الإلكترونية والانترنت، وغياب الدعم المحلي من أجل الدراسة هي عوامل تتراكم لتبدّد الأمل والالتزام اللذين يتشبّث بهما اللاجئون الشباب عندما يحلمون بالحصول على فرص التعليم على الرغم من أوضاعهم.  

ولقد أوضحت معظم المنظمات الدولية أن الحد من انتشار فيروس كورونا وتوفير الحماية اللازمة والخدمات الصحية للاجئين تحتل اليوم أعلى قائمة أولوياتها. وفيما يصارع اللاجئون لتخطي هذه الجائحة، تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية تأمين الموارد اللازمة المخصّصة لتوفير فرص التعليم للاجئين الشباب. وفي هذا الإطار، أصدرت الوكالات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة نداء طارئاً تطلب فيه الحصول على المزيد من التمويل لكي تتصدّى للتأثير السلبي الذي تخلّفه أزمة فيروس كورونا المستجد، على أن يعود جزء منه لإنعاش قطاع التعليم، فيما يتولّى مانحون آخرون عملية التنسيق من أجل المساهمة بشكل فعّال على صعيد المساعدة والخبرة المالية. غير أن الأزمة الحالية في قطاع التعليم، التي تشكّل عبئاً إضافياً على أزمة اللاجئين الطويلة الأمد، تحتاج إلى المزيد من الاهتمام والموارد وبأقصى سرعة وإلا فلن نتمكّن من جني الثمار القليلة لما حصدناه على مر الأعوام القليلة الماضية.  

أما صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين فيعمل من جهته على التعاون عن كثب مع مانحيه وتوظيف أمواله لأهداف إضافية بالإضافة إلى معالجة الاحتياجات الملحة بطريقة مبتكرة حرصاً على عدم إضاعة الفرص التعليمية. وبما أن الأبحاث التي أجريناها كشفت عن أن هذه الخطوة وحدها ليست كافية، فقد تقرر تأسيس صندوق عبد العزيز الغرير لتعلم اللاجئين عن بعد في ظل فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الشهر الماضي من أجل تقديم الدعم لمزيد من الأطفال والشباب عبر تزويدهم بالتكنولوجيا اللازمة والمنصات والإرشاد لمتابعة تعليمهم عن بعد أو التلفزيون بشكل ناجح. ومن شأن هذا الصندوق جذب عدد أكبر من المشاركات من المزيد من الشركاء بهدف مساعدة 6,000 طفل آخرين على الأقل في هذه الأوضاع الموجعة التي نعيشها.  

لجأت العديد من المنظمات إلى التعلم عن بعد في ظل هذه الجائحة في محاولة منها لمواصلة التعليم، ونجد أنفسنا اليوم أمام إغلاقات للمدارس على مستوى العالم. ولا بد لنا من الاعتراف بأن الشباب من اللاجئين والمجتمعات المضيفة بحاجة إلى أكثر من مجرد استجابة لحالة الطوارئ، إنهم بحاجة إلى مجهود جماعي يلتزم بتعليم اللاجئين ويسعى لإيجاد الحلول المبتكرة التي تناسب البيئة المحلية من أجل حماية معيشة ملايين الشباب في منطقة الشرق الأوسط. 

Read more