لين
كانت لين، الطالبة في السنة النهائية في الفرع العلمي في مدرسة الأميرة سلمى الثانوية للبنات في عمّان، قد وضعت نصب عينيها في البداية مساراً مختلفاً. لم يكن تركيزها على التميُّز الأكاديمي ولكن على إيجاد شريك حياة بعد التخرج لتأمين مستقبلها.
ولكن القدر كان له خطط أخرى لأجل لين، حيث اكتشفت التأثير الملحوظ لبرنامج مراكز التعليم التعويضي بالمدرسة على حياتها وتطلّعاتها:
“كانت مراكز التعليم التعويضي بمثابة شعاع النور في حياتي، يوجّهني نحو حب جديد اكتشفته تجاه التعلّم. في البداية، لم أكن مهتمّة بالدراسة أو تحقيق أعلى الدرجات في امتحانات التوجيهي. كان هدفي الأساسي هو إكمال دراستي وانتظار طلب يدي للزواج من شريك حياة مناسب. عندما أدخلت المدرسة برنامج مراكز التعليم التعويضي، تردّدتُ في المشاركة. لم يكن التعليم الأكاديمي من أولوياتي، ولم تكن الدراسة على وجه الخصوص تروق لي. ولكن عندما قرّر بعض أصدقائي الانضمام، كنتُ أرافقهم لقضاء المزيد من الوقت معهم. لدهشتي، تبيّن لي أنّ الدروس التعويضية للغة العربية كانت تجربة ممتعة، فلم تكن التمارين التفاعلية جذابة فحسب، بل أيضاً جعلت التعلم أمراً ممتعاً. وبتشجيع من أصدقائي، قرّرتُ خوض المغامرة في الرياضيات، وهي المادة الأقل تفضيلاً بالنسبة لي. ممّا أثار دهشتي كثيراً أنني وجدتُّ أن هذه الفصول تصنع تحوّلاً وتغييراً، فقد كان الأسلوب الفريد والمميز للمعلم مختلفاً عن فصولنا العادية، وقد أحدث ذلك فرقاً كبيراً. لقد ساهمت هذه الفصول، التي حضرتُها في البداية دون أن أكون متحمّسة كثيراً، بتحسين أدائي في الرياضيات بشكل كبير، وقد اقتربت درجاتي في الامتحانات التجريبية بشكل ملحوظ من درجة الكمال”.