شيراز العامر

تقبّلت شيراز، اللاجئة السورية البالغة من العمر 28 عاماً، التحديات التي وقفت في طريقها واعتبرتها نقطة انطلاق بدلاً من حجر عثرة. تزوجت في سن 18 عاماً وتركت المدرسة مبكراً وكرّست نفسها للحياة الأسرية، ولكن همس في أذنيها صوت لإمكانات لم تتحقّق بعد وقدرات لم تُستثمر. وبدافع رغبتها في أن يكون أطفالها فخورين بها، أقدمت بكل شجاعة سعياً لإعادة كتابة قصتها من جديد.
عندما اكتشفت شيراز وجود مشروع المواطنة الرقمية مع منظمة بلا حدود، التحقت بدورة تدريبية في التسويق الرقمي، وقد واجهت بعض التردّد والشك في ذاتها في البداية. ولكن مع وجود يارا التي كانت بمثابة النجم الذي يرشدها، تألقت الطالبة التي كانت خجولة فيما مضى لتصبح مصدر قوة طبيعية وثقة ملهمة. وتجاوز الإرشاد الذي قدّمته لها معلمتها يارا حدود الفصل الدراسي، فصنع أثراً إيجابياً لعائلة شيراز وزواجها ومجتمعها المحلي.
كان إتمام الدورة التدريبية بمثابة فصل جديد في حياتها. وتقديراً لبراعتها في التدريس، عرضت عليها مدرسة أطفالها منصب معلمة للصف الأول. كانت شيراز، التي أصبحت الآن رمزاً للتمكين، تشعُّ فخراً أمام طلابها وعائلتها ومجتمعها. لم يقتصر صدى التغيير على إنجازاتها فحسب، بل كان أيضاً في نظرات الفخر في عيون أطفالها.