أشارت رهف أبو ميالة، مدربة المهارات الصحية البالغة من العمر 21 عاماً، إلى الافتقار في الأدوات المبتكرة والمستدامة للتثقيف الصحي للأطفال. وبعد الانضمام إلى برنامج جسور “ستارت أب رودشو 4” Startup Roadshow 4، قامت رهف بتأسيس “فورهيلث للتعليم الصحي” 4HEALTH EDU، وهي منصّة تدعم الوعي البيئي وتقدّم دورات صحية باللغة العربية للأطفال.
وتسلّط أبو ميالة الضوء على دور صناعة الألعاب في مواجهة تغيُّر المناخ، مشيرة إلى استخدام صناعة الألعاب المكثف للمواد البلاستيكية والمنتجات ذات الاستخدام الواحد التي تؤدي إلى تفاقم المشاكل البيئية. وتقول رهف في هذا الخصوص: “بالنظر إلى أننا نتعامل مع الأطفال، فمن المهم أن يكون ما يتفاعلون معه ويستوعبونه اليوم باق معهم غداً. وإنّ منتجات فورهيلث للتعليم الصحي التي نطورها تعطي الأولوية للمواد المستدامة، بهدف أن تكون مرنة وصديقة للبيئة وتلائم الأطفال”.
وتؤكد أبو ميالة أن: “الشباب مثلنا لا ينتظرون الحكومات لحل قضايا المناخ. وبدلاً من ذلك، نعمل بنشاط من أجل إحداث التغييرات اللازمة”.

قصة الفكرة:

واجهت رهف أبو ميالة البالغة من العمر 21 عاماً، خلال رحلتها التي استمرّت أربع سنوات كمدربة للمهارات الصحية، سلسلة من العقبات، أهمها الافتقار إلى الأدوات والألعاب المبتكرة المصممة لمساعدة الأطفال في تعلّم المهارات الصحية الأساسية. ولاحظت أن ألعاب الأطفال الموجودة حالياً ليست باهظة الثمن فحسب، بل إنها مصنوعة أيضاً من مواد ضارّة بالبيئة مثل البلاستيك. وبدافع إحداث تغيير، قررت رهف أن تصبح أحد مناصري العمل المناخي وتعزيز تعليم المهارات الأساسية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و8 سنوات.
وفي رأي رهف، يمثّل كل تحدّ فرصة للتوصل إلى حل، مما يؤكد على الدور الحيوي لروّاد الأعمال الشباب الملتزمين بحماية البيئة وتشكيل مستقبل أكثر إشراقاً. وتشرح رهف ذلك بالقول: “لكل تحدّ حل، وهنا تكمن مسؤوليتنا كروّاد أعمال شباب واعين بيئياً”.
في الجزء الأخير من عام 2022، انضمّت رهف إلى برنامج “ستارت أب رودشو 4” Startup Roadshow 4، وهي مبادرة تعاونية بين مؤسسة “جسور” ومنظمة “سبارك” في إطار برنامج ’’ستيب‘‘ للتدريب والتعليم المهني (STEP)، وبرعاية البنك الإسلامي للتنمية وصندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين. كانت رهف من بين 263 رائد أعمال و108 أفكار مبتكرة تم عرضها خلال الحدث، وقد حوّلت فكرتها إلى شركة ناشئة تُسمّى “فورهيلث للتعليم الصحي” 4HEALTH EDU.
أصبحت منصّة “فورهيلث للتعليم الصحي” 4Health Edu علامة تجارية للألعاب الصديقة للبيئة تماماً ومنصّة تعليمية تفاعلية تضم سلسلة منسّقة من الدورات التدريبية التي تركز على الصحة، بما في ذلك موضوعات مثل النظافة الشخصية والصحة الغذائية واللياقة البدنية، وكلها مقدمة باللغة العربية. تم تصميم المنصّة لتوفير محتوى قيّم باللغة العربية، يلبي احتياجات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 8 سنوات وأولياء أمورهم.
امتدّت الحملة الترويجية على مدى نصف عام، وتضمّنت سلسلة من الهاكاثونات الحضورية التي أقيمت في جميع أنحاء الأردن ولبنان، واستقطبت أكثر من 263 من روّاد الأعمال المتحمّسين من سوريا والأردن وفلسطين ولبنان. تمكنت رهف من التقدّم إلى مرحلة الحضانة، ولكن لم يتم اختيارها لتقديم شركتها في يوم العروض في 20 حزيران في عمّان، حيث تنافس المشاركون على جوائز نقدية. على الرغم من هذه النكسة، أثبتت المعرفة التي اكتسبتها طوال سلسلة الهاكاثون أنها لا تُقدّر بثمن.
وصفت رهف مشاعرها حول عدم ترشيحها ليوم العروض بأنها مختلطة، وقالت: “كنتُ سعيدة من أجل باقي الزملاء الذين تم اختيارهم للمرحلة النهائية، ولكن في الوقت نفسه، شعرتُ بالحزن لأنني فقدتُّ فرصتي في الفوز بالتمويل التأسيسي الأولي. ومع ذلك، لديّ شركة ناشئة اليوم لديها إمكانات كبيرة للنمو، والمعرفة التي اكتسبتُها يمكن أن تساعدني على تقديم العروض مرة أخرى والفوز”.
بدأت منصّة “فورهيلث للتعليم الصحي” 4Health Edu بموظف واحد فقط بدوام كامل ولكنها توسعت منذ ذلك الحين، ووفّرت ثلاث فرص عمل إضافية بدوام كامل وجمعت فريقاً من موظفي العمل المستقل. علاوة على ذلك، أسّست رهف مشروعاً بيئياً مبتكراً يُعرف باسم “بنك النفايات الإلكترونية” في منطقة الشونة الجنوبية في الأردن يهدف إلى الحد من تراكم النفايات والتخفيف من الانبعاثات السامّة.