شهد الشيخ حمزة

تّسمت رحلة شهد الشيخ حمزة من سوريا إلى لبنان بالتحديات التي عطلت تعليمها، بما في ذلك صدمة الحرب وصعوبة التكيُّف مع لغة جديدة ونظام مدرسي جديد. على الرغم من انقطاع شهد عن الدراسة في البداية، قادها إصرارها وتصميمها إلى استكشاف مسارات تعليمية بديلة، حيث حضرت دورات تدريبية قصيرة في ريادة الأعمال واللغة الإنجليزية. ولكن جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) صاحبتها عقبات جديدة، حيث فاقم التحوّل إلى التعلّم عبر الإنترنت افتقار شهد للحصول على الموارد والدعم.

وفي خِضم هذه التحديات، اكتشفت شهد برنامج المواطنة الرقمية التابع لمنظمة بلا حدود (بوردرلس)، ويدعمه صندوق عبد العزيز الغرير، وهي مبادرة مدتها ثلاثة أشهر تهدف إلى تمكين الشباب المهمّشين من خلال دورات بناء المهارات التي تلبّي احتياجات السوق. حين أدركت شهد فرصة مواصلة تعليمها والسعي وراء شغفها بريادة الأعمال، انضمّت إلى البرنامج بدعم من والديها. وبالتعاون مع أقرانها في دورة التسويق الرقمي، طوّرت شهد فكرة مشروع تتركز حول بيع الكعك الصحي، مستوحاة من عدم قدرة جدتها المصابة بالسكري على الاستمتاع بالحلويات التقليدية.

من خلال البرنامج، صقلت شهد مهاراتها في ريادة الأعمال واكتسبت الثقة في التحدث أمام الجمهور واعتبرت رحلتها بمثابة عمل مستمر قيد الإنجاز. بصرف النظر عن المراحل الأولية لفكرة المشروع، إلا أنّ شهد وفريقها حريصون على تحسين فكرتهم وتجريبها في المستقبل. تؤكد قصتها على أهمية برامج التعليم ذات التأثير الكبير والفعّال في صناعة التغيير وتمكين الشباب المهمّشين مثلها، مع التأكيد على أهمية تبنّي العفوية، والتعلّم من الأخطاء، والمثابرة في مواجهة التحديات.