آية

إنّ رحلة آية هي شهادة على القدرة على الصمود وقوة التعليم في صناعة التغيير. بعد رحيلها من سوريا مع عائلتها عام 2014، وصلت آية إلى مخيم الأزرق في الأردن. كانت الرحلة شاقة، وتشوبها العواصف الرملية والحرارة الشديدة والموارد الشحيحة. على الرغم من هذه الصعوبات، كانت آية حريصة على استئناف تعليمها بعد أن فاتها فصل دراسي واحد خلال فترة الانتقال. ولكن، تبيّن أن إدراك ما فاتها واللحاق بالدراسة كان أمراً صعباً بسبب اكتظاظ الفصول الدراسية والفجوات التعليمية التي واجهتها.

بفضل منظمة الإغاثة الدولية وصندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين، أُتيحت لآية إمكانية التحاقها ببرنامج الدعم الدراسي. وقد حسّنت هذه المبادرة أداءها الأكاديمي بشكل كبير وأثرت حياتها الاجتماعية. فتألّقت آية، وكوّنت صداقات وشاركت بشكل فعّال في أنشطة متنوعة.

لكن عندما وجد والداها عملاً – والدها في السعودية ووالدتها داخل المخيم – اضطرّت آية إلى تحمُّل مسؤولية رعاية إخوتها الأصغر سناً. وتسبّب هذا الوضع في غيابها عن الحصص الدراسية والتأخُّر الدراسي مرة أخرى.

قدّم افتتاح منظمة الإغاثة الدولية لمركز تنمية الطفولة المبكرة في القرية 6 حلّاً كانت هناك حاجة ضرورية إليه. فأصبح بإمكان آية الآن إحضار شقيقها الأصغر أحمد إلى المركز أثناء ذهابها إلى المدرسة. وسمح هذا التنسيق لآية بالتركيز على تعليمها واستعادة مستواها الأكاديمي، بينما استفاد أحمد من تعليم الطفولة المبكرة.

والآن، بينما تستعد آية لدخول الصف الثامن، فهي متحمّسة للعودة إلى المدرسة بدوام كامل، والتواصل مجدداً مع أصدقائها، والعمل نحو مستقبل أكثر إشراقاً.