شهد
بفضل دعم صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين، أتيحت لشهد فرصة مواصلة تعليمها في The Smart Syrian School في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة. تُقدّم The Smart Syrian School منهاجاً سورياً معتمداً من وزارة التربية والتعليم السورية. تهدف دروسها التعويضية إلى مساعدة الطلاب الذين انقطعوا عن الدراسة على اللحاق بالمنهاج الدراسي، وتقديم دعم إضافي للطلاب الذين ليس لديهم مستوى جيد في التحصيل الدراسي.
تعرّفت شهد على المدرسة عن طريق جارتها عندما كان عمرها 16 عاماً، ولم تكن قد أكملت سوى الصف الثالث الابتدائي. عادةً تكون أعمار طلاب الصف الثالث الابتدائي 8 إلى 9 سنوات. كانت شهد قد انقطعت عن الدراسة بعد الصف الثالث الابتدائي لعدم قدرة عائلتها على تحمُّل تكاليف الدراسة في الإمارات. وخلال العامين الماضيين في المدرسة، وصلت إلى الصف التاسع، وهي تشعر أنها أقرب بخطوة من جعل والديها فخورين.
شهد من سوريا. ولدت في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، وتعيش مع والدتها وأشقائها الستة. توفّي والدها قبل بضع سنوات، وليس هناك دخل ثابت يعيل الأسرة المكونة من ثمانية أفراد. ومثل أشقائها، ترغب شهد في إكمال تعليمها من أجل الحصول على فرص عمل رسمية لإعالة نفسها وأسرتها. عندما بدأت شهد في المدرسة السورية الذكية، لم تكن تعرف أحداً وكانت خجولة في التحدُّث وتقديم نفسها، لأنها كانت واحدة من الأطفال الأكبر سناً في الصف. ولكن، من خلال البرنامج، تلقّت الدعم من المدرسة بجلسات عبر الإنترنت ومبادرة “لوتس ريتال” Lotus Retal من خلال الجلسات التعويضية الشخصية. تذكر شهد أن المعلمين صبورون للغاية ومتعاونون في جميع المستويات. لم يقف البرنامج عند مساعدتها على التقدُّم أكاديمياً فحسب، بل منحها أيضاً شعوراً بقيمة الذات والثقة للتعبير عن آرائها والتعبير عن رأيها والتحدث بحرية.

تقول شهد: “في الفترة التي لم أكن أذهب فيها إلى المدرسة، كانت فكرة إكمال تعليمي حُلماً بعيد المنال بالنسبة لي. ولكن اليوم، أصبح هذا الحلم واقعاً، ولا أستطيع الانتظار لمواصلة عيش هذا الحُلم والتطلُّع إلى آفاق أرحب وأوسع”، وتشير إلى أنها تجد نفسها في وضع أفضل بكثير من وضع عائلتها الكبيرة التي هاجرت من سوريا إلى دول مجاورة أخرى. مدفوعةً بطموحاتها في تحقيق النمو الشخصي والمهني، تسعى شهد إلى توسيع نطاق تأثيرها ليتجاوز حدودها هي، وتطمح إلى تمكين أشقائها، المسجَّلين أيضاً في المدارس وبرامج التدريب المهني بدعم من صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين.