هادي غريب,
هادي خريج جامعي من الجيل الأول. لجأ أجداده الفلسطينيون إلى لبنان عام 1948 وعملوا بجد لتأسيس حياة معقولة ومتواضعة في بيروت.
كان هادي طفلاً مجتهداً يستمتع بالتعلم وكان أداؤه باستمرار جيداً في المدرسة. كان هادي يطمح إلى الالتحاق بالجامعة ليصبح ممرضاً عندما أوشك على الانتهاء من مرحلة الدراسة المدرسية. لم يكن هذا حلماً يسهل تحقيقه، خاصة من الناحية المالية، خاصة أن والده، المعيل الرئيسي للأسرة، فقد وظيفته كمصور في بداية الأزمة الاقتصادية اللبنانية، وكان دخل والدته المتواضع التي كانت مصفّفة شعر بالكاد يكفي لتغطية نفقات المعيشة الأساسية للأسرة. ومع ذلك، كان والدا هادي يؤمنان به وبرغبته، على الرغم من أن ممارسة التمريض للذكور لم تكن شائعة في مجتمعهم.
جاء طموح هادي ملامساً للقلب بفضل منحة من صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين. وقد حصل مؤخراً على شهادة التمريض من الجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا. أنهى هادي جميع اعتماداته المطلوبة في الموعد المحدد، وحافظ على معدل تراكمي جيد وحصل على تكريمات خاصة. كما استوفى هادي جميع المتطلبات الأخرى، حيث أكمل أكثر من 1,250 ساعة تدريب عملي في أربعة مستشفيات مختلفة، وكان يتنقل ذهاباً وإياباً، ويعمل في مناوبات مدتها 12 ساعة في بعض الأحيان. يستعدّ هادي لإجراء الجولة التالية من اختبارات الندوات الدولية، والتي كانت ستعقد في يوليو 2024، ليبحث فيما بعد عن إمكانيات لتوسيع دراسته، وتعزيز سبل عيشه وعيش أسرته ومتابعة شغفه.
ويقول هادي: لا أستطيع أن أصدّق أنني ممرّض اليوم. أنا أحترم هذه المهنة صدق الاحترام وأحبها. إنني محظوظ لأنني قادر على تقديم العلاج للمرضى من جميع الأعمار. ليس لدي ما يكفي من الكلمات لأشكر صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين على تحقيق هدفي. ولذلك أؤكد للصندوق ولجمعية توحيد شبيبة لبنان أنني سأحترم عهد الممرضين بتقديم الخدمة وممارسة مهنتي بضمير وكرامة. لن أنسى ذلك أبداً، وأنا ممتن للفرصة التي قدّمتموها لي، وأتمنى دائماً أن أجعلكم تفخرون بذلك.