مريم الجرابعة

اسمي مريم الجرابعة، طالبة في الصف الثامن بمدرسة زينب بنت الرسول. مُنذ صِغري، كنتُ مولعة بهواية فريدة ومميّزة: تصميم الإكسسوارات. كنتُ أقضي ساعات في إعادة تنسيق الخرز وصُنع الأساور، مستخدمة هذه الهواية كوسيلة للتعبير عن إبداعي وشخصيتي. ولكن، لم أتخيّل يوماً أنّ هذه الهواية قد تصبح شيئاً أكبر، إلى أن انضممتُ إلى برنامج “تحدي الأعمال” في مدرستي.

في البداية، كنتُ مُتردّدة، وأتساءل عمّا إذا كان بإمكاني تحويل شغفي إلى مشروع ناجح. مع أنني كنتُ أُحبُّ صناعة الإكسسوارات، لم أكن أعرف كيف أواصل طريقي بها وأطوّرها. كنتُ أفتقر إلى المعرفة والمهارات اللازمة لتحويل هوايتي إلى مشروع ناجح. لكن برنامج “تحدي الأعمال” غيّر كل شيء بالنسبة إلي، فلم يكن مجرّد تجربة تعليمية، بل كان شعلة أضاءت درب حُلمي.

خلال التدريب، تعلّمتُ إنشاء خطط عمل بسيطة، وتسويق منتجاتي على وسائل التواصل الاجتماعي، وإدارة وقتي بفعالية، وتحديد أسعار تعكس قيمة عملي. وكان لدعم أساتذتي وزملائي لي أثراً كبيراً في صناعة الفرق في عملي. فإيمانهم وثقتهم بي جعلاني أؤمن بنفسي.

بعد انتهاء برنامج “تحدي الأعمال”، قرّرتُ تطبيق ما تعلّمتُه، فبدأتُ بتصوير تصاميم إكسسواراتي ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي. ولدهشتي، كان التفاعل مذهلاً! بدأتْ الطلبات تنهال عليّ بسرعة، ليس فقط من زملائي في الصف، بل من أشخاص لم ألتقِ بهم من قبل. بذلتُ جهداً كبيراً لتلبية هذه الطلبات، مُقدّرةً الآراء والملاحظات الإيجابية التي تلقّيتُها. وقد دفعني هذا التشجيع على الاستمرار.

اليوم، أنا أكثر من مجرَّد طالبة؛ أعتبر نفسي رائدة أعمال شابّة لديها مشروع متنامي. لقد غيّرت هذه الرحلة نظرتي لنفسي وما أنا قادرة على تحقيقه، ولقد اكتسبتُ إحساساً جديداً بالثقة والطموح المتجدِّد.
“لم يقتصر برنامج تحدي الأعمال على تغيير قيمة هوايتي فحسب، بل غيّر نظرتي للحياة وفتح أمامي أبواباً لم أكن لأتخيلها أبداً”.

وقد عبّر العديد من أصدقائي وزملائي في الصف عن إعجابهم بمسيرتي، قائلين إنهم يجدون قصّتي مصدر إلهام وكيف يمكن لهواية شخصية أن تتطور إلى مشروع أعمال صغير. إنّ تشجيعهم يدفعني لمواصلة السعي وراء حلمي. أشعر بالفخر والامتنان لهذه الرحلة التي تمكّنتُ من خوضها، وكل ذلك بفضل صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين.
أنا سعيدة جداً بالتأثير الذي صنعه مشروعي، ومتحمِّسة لتوسيعه أكثر. الشيء الذي بدأ كهواية بسيطة أصبح الآن مشروعاً متنامياً، وأنا مستعدّة لمواصلة النجاح والنّمو، وتحقيق أحلامي، والسعي لتحقيق أهداف جديدة.