خالد

وُلد خالد ونشأ في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة. وهو فلسطيني عمره 17 عاماً من سوريا، ويقيم في الإمارات مع والدته وشقيقته الصغرى وشقيقه الأصغر. هاجر والدا خالد إلى الإمارات عام 1971. تخرّج والده من المدرسة الثانوية، بينما درست والدته حتى الصف السادس. لم يكن لدى أي منهما وظيفة رسمية، وكانا يعتمدان على العمل في وظائف مؤقتة لتوفير لقمة العيش لعائلتهما. علّمته والدته القراءة والكتابة. لم يتلقَّ أي تعليم رسمي حتى رأى إعلاناً عن مبادرة “لوتس ريتال” Lotus Retal، فتوجّه إلى المركز للاستفسار. سجّلته السيدة مي على الفور في المدرسة السورية الذكية. وتم تقييم مستواه الدراسي بأنه في الصف الخامس عندما كان عمره 15 عاماً. بفضل دعم صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين، أتيحت لخالد فرصة مواصلة تعليمه في المدرسة السورية الذكية في أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة. تقدّم المدرسة السورية الذكية المنهاج السوري المعتمد من وزارة التربية والتعليم السورية. تهدف فصولها التعويضية إلى مساعدة الطلاب على اللحاق بالمنهاج الدراسي وتقديم دعم إضافي للّذين ليس لديهم مستوى جيد في التحصيل الدراسي. واليوم، يدرس خالد في الصف التاسع.

يتأمّل خالد رحلته في المدرسة كقصة نجاح حقيقية. في بداية التحاقه بها، كانت فترة انتقاله صعبة، فقد كان خجولاً، بلا أصدقاء، وغالباً ما كان منعزلاً، متردداً في المشاركة في الصف أو التفاعل مع الآخرين. لكن بعد 6 إلى سبعة أشهر، بدأ بتكوين صداقات ساعدته في بناء ثقته بنفسه، والحفاظ على حماسه، والاستمتاع بتواجده في المدرسة.

لدى خالد شغف بالرياضيات والفيزياء، ويرغب في الدراسة والتخرّج ليتمكّن من العمل ويحقّق الاستقرار في أسرته، إذ يتذكّر طفولته الصعبة التي واجهها حين لم يكن لدى والده أو والدته مصدر رزق مستدام.

يحلم خالد الآن بالعديد من الوظائف المستقبلية، ومن بينها أن يصبح رجل أعمال، أو مصوّر، أو مدرباً للياقة البدنية، أو وكيلاً عقارياً، وأخصائي تسويق. لم يعد ذلك الشاب الخجول صاحب الـ 15 عاماً، بل أصبح تواقاً للتفاعل مع الآخرين وتوسيع آفاقه. كما أنه مسجّل حالياً في دورات تدريب مهني في التربية البدنية، وعمل أمين الصندوق، والتسويق الرقمي، بدعم من صندوق عبد العزيز الغرير لتعليم اللاجئين، ويخطط للتخرُّج والحصول على وظيفة عند بلوغه 18 عاماً.

يشعر خالد بالفخر بالتحول الذي طرأ على شخصيته ونظرته للحياة، ويأمل أن يتمكن المزيد من الأطفال مثله من تجربة نفس التغيير والنمو الإيجابيين.