دبي، الإمارات العربية المتحدة – آب 2020
وقّع معالي عبدالعزيز الغرير، رجل الأعمال الإماراتي المعطاء، اتفاقية مساهمة المانحين مع البنك الإسلامي للتنمية واليونيسف ليكون المانح الرئيسي للصندوق العالمي للعطاء الإسلامي للأطفال.
وتأتي هذه المساهمة لتكون الالتزام الأول والملحوظ من رجل معطاء إلى الصندوق. ويهدف مبلغ العشرة ملايين دولار أمريكي الذي ساهم به معالي عبدالعزيز الغرير إلى دعم البرامج التعليمية المخصصة للاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما يمثّل خطوة كبرى نحو البدء بتفعيل الصندوق.
وفي حفل جرت مراسمه عبر الانترنت، وقّع معالي عبدالعزيز الغرير على اتفاقية مساهمة المانحين إلى جانب معالي الدكتور بندر بن محمد حمزة حجار، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، بصفة البنك أميناً للصندوق، وبحضور هنريتا فور، المدير التنفيذي لليونيسف، بصفة اليونيسف الشريك المؤسس للصندوق، ووقعت بصفتها شاهداً على الاتفاق.
ويعتبر الصندوق العالمي للعطاء الإسلامي للأطفال منصة استثنائية عالمية تتوافق مع أحكام الشريعة وتتوجه إلى المعطائين المسلمين ليحقّقوا معاً أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة من أجل الأطفال والشباب. ويهدف الصندوق إلى دعم الأطفال المهمشين في الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية، لا سيما أولئك الذين يواجهون أزمات إنسانية، من خلال الحرص على تأمين الصحة والتعليم والأمان والفرص للأطفال. ويتولى البنك الإسلامي للتنمية إدارة شؤون الصندوق، وينسّق مع اليونيسف والمانحين مسألة اختيار البرامج والمشاريع التي ستصل إلى الأطفال الأكثر حاجة والتي تقدّم المنافع الاجتماعية ذات المدى الطويل.
وبالاستناد على القيم المشتركة بين الأطراف كافة، يجمع الصندوق شركاء يتقاسمون نفس الأفكار و الأهداف ، ويتراوحون بين وكالات حكومية معطائين ومؤسسات، لتسخير الصدقات الإسلامية والتمويل الاجتماعي للأغراض الإنسانية والتنموية.أما أهمية هذه المبادرة فتكمن في تخطيها مرحلة تجميع الموارد؛ إذ إنها تقدّم منصة يتم من خلالها تبادل الأفكار والحلول في إطار عملية لتعزيز التعاون من أجل التوصّل إلى تحقيق تأثير إيجابي على نطاق أوسع. وستثمر هذه الجهود في دعم البرامج القائمة على النتائج والتي من شأنها معالجة التحديات التي تواجه الأطفال والشباب بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وسيهتم الصندوق بالاحتياجات الناشئة والمشتركة عبر قطاعات التعليم، والصحة والتغذية، والمياه والصرف الصحي، وتنمية الطفولة المبكرة وتمكين الشباب وغيرها.
ويأتي توقيع اتفاقية مساهمة المانحين هذه في الوقت المناسب، نظرا للتحديات غير المسبوقة التي تخلفها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث يمكن للصندوق أن يلعب دورًا مهمًا في تنسيق وتوجيه دعم المانحين المسلمين للتخفيف من وطأة الصحة العامة والتأثير الاقتصادي والاجتماعي الذي تتركه جائحة فيروس كورونا على هذه الفئات المهمشةلمستضعفة.
ومن خلال خبرة وتجارب البنك الإسلامي للتنمية في تصميم المشاريع وتطبيقها، وسعيها الحثيث نحو التوصل إلى حلول مبتكرة تعالج التحديات المتعددة التي تواجه الأطفال والشباب؛ بالإضافة إلى إلتزام يونيسف المترسّخ بمساعدة الأطفال حول العالم وحضورها القوي ميدانياً في كل الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية، سوف تعزز هذه الشراكة استراتيجية الأعمال المشتركة من خلال مقاربة تجمع بين عدد من أصحاب المصلحة وعملية عملية برمجة موجهة نحو النتائج .
وعن هذه الشراكة، يقول معالي عبدالعزيز الغرير: «يجب أن نعمل بشكل جماعي إذا كنا جادين في إحداث الإيجابي التأثير الإيجابي الذي تحتاج إليه الفئات المهمشة بشكل طارئ ومستعجل. وأتمنّى أن تكون هذه الشراكة بارقة أمل تشجّع المعطائين على الحذو حذونا. إنها فرصتنا لنثبت مدى أهمية العطاء الإسلامية من الناحية الاستراتيجية.»
وفي السياق عينه، يضيف معالي عبدالعزيز الغرير: «إننا نتطلّع قدماً إلى هذه الخطوة الأساسية، وإلى الانطلاق بمرحلة التطبيق التي ستترك تأثيراً مباشراً في الأطفال والشباب في العالم الإسلامي. ونعتبر هذه الشراكة المثمرة مع البنك الإسلامي للتنمية واليونيسف فرصةً نبرز من خلالها حقبة جديدة من العطاء الإسلامي. ومع انضمام المزيد من المعطائين إلى هذه الجهود، سنتمكّن من إضفاء الطابع المؤسسي على العطاء الإسلامي بطريقة إستراتيجية وتسهيل تطوير ودعم الحلول المحلية المبتكرة التي ستعالج التحديات الناشئة في جميع القطاعات بطريقة شاملة ومؤثرة..»
أما مضيف الحفل الافتراضي، معالي الدكتور بندر حجار، فقال من جهته: «يتوجه كل من البنك الإسلامي للتنمية واليونيسف بجزيل الامتنان إلى معالي عبدالعزيز الغرير لمساهمته الكريمة في الصندوق العالمي للعطاء الإسلامي للأطفال، ولتقديره للقيمة المضافة الناتجة عن تعاوننا الوثيق. تخوننا الكلمات في التعبير عن مدى حماستنا لهذه الشراكة الاستراتيجية.» ثم انتقل رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ليسلّط الضوء على الآفاق العالمية التطلعية للعطاء الإسلامي، مضيفاً: «إنني أؤمن إيماناً راسخاً بأن العطاء الإسلامي يستطيع أن يؤدي دوراً مهماً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. وفيما نتصدّى للتأثير العميق الذي تخلّفه جائحة فيروس كورونا، حان الوقت الآن ليتصرّف المعطاؤون المسلمون بشكل جماعي واستراتيجي لمواجهة تأثيرات الجائحة التصدي مباشرة إلى الفقر والأمراض المنتشرة في الدول الأعضاء. وإنني أدعو أصحاب العطاء المسلمين الذين يسعون إلى توسعة تأثيرهم إلى أقصى حد في الانضمام إلى هذه الشراكة الرائدة.»
وفي المناسبة عينها، قالت هنريتا فور، المدير التنفيذي لليونيسف: «يسرّني أن أشهد على هذا الالتزام المهم من معالي عبدالعزيز الغرير، وفي ذلك خطوة راسخة نحو رؤيتنا المشتركة في تأسيس الصندوق العالمي للعطاء الإسلامي للأطفال. ويسعدني أن هذه المساهمة ستدعم التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يهدد فيروس كورونا المستشري بتعميق أزمة التعليم العالمية، أي أن حوالى 1 من أصل 3 مراهقات من أفقر المنازل حول العالم لم ترتد المدرسة يوماً. وإننا نأمل أن ينضم المزيد من قادة العطاء الإسلامي إلى هذه المبادرة.»
شهد مراسم التوقيع سعادة د.عبد الله الربيعة ، المشرف العام لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي صرح “في ظل ما يمر به العالم من ظروف إنسانية صعبة جداً، من جراء تداعيات جائحة كوفيد 19 التي أثرت سلبا على النساء والأطفال، وما استوجبه ذلك من أهمية تكثيف البرامج المخصصة لدعم هذه الفئات، فإننا نثمن بكل تقدير وعرفان مبادرة مؤسسة عبدالله الغرير للتعليم الإماراتية، لدعم أعمال الصندوق العالمي للعطاء الإسلامي للأطفال بمبلغ 10 مليون دولار، دعما لمسيرة تعليم اللاجئين“