عندما اندلعت الأزمة السورية في عام 2011، كان عصام يقيم في داريا، إحدى ضواحي دمشق في سوريا. واستجابةً للوضع المتصاعد، اضطرّ هو وعائلته إلى اللجوء إلى الأردن. يقول عصام: “أن تصبح لاجئاً في مجتمع جديد كانت تجربة لا يمكن تصوّرها”. ولحسن الحظ، كانوا على دراية بلغة المنطقة وثقافتها، مما سهّل انتقالهم إلى البيئة الجديدة.
بعد بضعة أشهر من وصول عصام إلى عمّان، أدرك أنه بحاجة إلى إعالة زوجته وأطفاله بالإضافة إلى إبقاء نفسه مشغولاً، فعاد إلى مهنته كخياط. ويخبرنا بالقول: “بدلاً من الجلوس بلا وظيفة والتفكير في وطني الذي فقدتُّه، وجدتُّ أن ما يفيدني هو أن أشمّر عن سواعدي وأبدأ العمل في المهنة التي أعرفها جيداً أكثر من غيرها”.
جمع عصام كل مدّخراته واقترض المال من الأصدقاء والأقارب. كان لديه ما يكفي من المال لفتح مصنع خياطة صغير خاص به في وسط عمّان يُسمّى “مصنع الحور العين”. بدءاً من ثلاث ماكينات خياطة فقط، لم تكن رؤية عصام تتمثّل في تأسيس شركة فحسب، بل أيضاً بالمساهمة في المجتمع بنطاقه الأوسع من خلال توظيف ثلاثة لاجئين سوريين.
في غضون فترة زمنية قصيرة، تمكن عصام من جذب العديد من العملاء وأقام علاقات قيّمة مع التجار، بسبب الجودة والأسعار الرائعة لمنتجاته. في عام 2016، ومع ارتفاع الطلب، اتخذ خياراً حاسماً لتوسيع عمليات مصنعه. وقد نمت القوى العاملة من ثلاثة موظفين إلى فريق مكون من اثني عشر موظفاً، وامتدّت أهدافه لتشمل قابلية توظيف المرأة وتمكينها، من خلال توفير ساعات عمل مرنة للنساء اللاجئات السوريات.
وبدعم فني من منظمة “سبارك”، ومن خلال شريكتها المجموعة الدولية للتدريب (IGIT)، وفي إطار برنامج ’’ستيب‘‘ للتدريب والتعليم المهني (STEP)، وبتمويل من البنك الإسلامي للتنمية ومؤسسة عبد الله الغرير، خضع عصام لتدريب شامل في مختلف المجالات، فشارك في دورات تغطي المحاسبة والتخطيط الاستراتيجي والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتمويل.
مزوّداً بهذه المعارف الجديدة، وسّع عصام أعماله بشكل كبير. وحالياً، يعمل لديه أكثر من 25 موظفاً لإدارة الآلات، مع خمسة موظفين إضافيين يعملون في الإدارة وستة موظفين في صالات العرض. وبعد عقد من التفاني والالتزام في شركته، وصل العدد الإجمالي للموظفين الآن إلى 35.